أودّ في البداية أن أتوجه بخالص التحية والتقدير لجميع المهتمين من القادة، صنّاع القرار، المثقفون، الخبراء، والمبدعون ذوي الرؤى الفكرية والعملية ولكل الداعمين لمسيرتنا المعرفية والتنموية.
منذ قرابة 32 عاماً مضت، وفي 13 مايو عام 1989 انطلقت داتاماتكس كي تكون من أهم المؤسسات ذات المرجعية في إدارة المعرفة والمعلومات الحديثة إقليمياً وعالمياً، مع الإلتزام التام بمعايير الجودة ودعم مبادرات التطوير والإرتقاء بمستوى المعرفة في المنطقة بشكل مستمر حتى تحقق ما نحن عليه الآن من النجاح.
لقد سعينا خلال السنوات الماضية نحو تطوير شراكات متعددة الجنسيات في محاولة منّا في داتاماتكس لنقل الخبرات للآخرين من ناحية، وتوظيفاً للخبرات التي تراكمت لدينا خلال مايزيد عن ربع قرن من العمل من ناحية أخرى، إنتهجت داتاماتكس إستراتيجية معرفية إقليمية وعالمية في تسليط الضوء على التطورات الإدارية والتكنولوجية في ظل الإقتصاد الرقمي والتنافسية العالمية وتطوير العلاقات بين المؤسسات الحكومية وكذا قطاع الأعمال والإعلام ، وذلك للتواصل وتبادل الخبرات والأفكار .
إننا في عالم اليوم نواجه سيلاً من المعارف ونحن نعيش واقعا جديدا، حيث حرصت مؤتمرات داتاماتكس على دعم تواصل الثقافات والحضارات تماشياً مع توجهات العولمة حيث أن هدفنا الرئيسي هو تعزيز النمو المستمر والابتكار في تقديم مفاهيم إدارة المعرفة الحديثة، وتطوير كفاءات القيادات التنفيذية وصنّاع القرار للإستفادة من الفرص التطويرية والإستراتيجية، ولدعم تميّز المنطقة على الخريطة العالمية، وذلك من منطلق حرصنا على أن نجعل من تنظيمنا للأحداث ترجمة واضحة لمواصلتنا إستكمال الخطط الإستراتيجية التي تؤهل المنطقة للإرتقاء الى أعلى المستويات، حيث لنا من الإنجازات التي حققناها بإرادة خالصة ورؤية ثاقبة رصيداً مشّرفاً، والذي يعد مبعث إعتزاز وفخر وطني مجمع عليه ومحطّ تقدير محلي وإقليمي وعالمي من كبار الشخصيات والمؤسسات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية.
ومن خلال عمل داتاماتكس على خلق حوار حضاري وبناء جسر تواصل بين الشعوب حول العالم، وتطوير الصداقات والعلاقات التعاونية والتشاركية، التي تركّز على تطوير المهارات الإبداعية وتلبية الإحتياجات الإدارية والمعرفية التي تعمل على تطوير الكفاءات وقيادة المؤسسات بنجاح في ظل العولمة والتنافسية الدولية التي تشهدها المنطقة.
هذا يمثل مسيرة تميز إمتدت على مدار 32 عاماً، من أجل تقديم أحدث وأبرز الممارسات، التطبيقات، أحدث الأفكار، والتطورات الإبداعية مما سيخلق لدينا عنصر قيادي كافي لإبقاء إهتمامنا دائماً داخل دائرة التغيرات والتحولات، ونقوم بهذا من خلال التركيز على تنمية مقومات إتخاذ القرارات السليمة لدى صنّاع القرار، وتقديم أهم الموضوعات والمناقشات التي تتعلق بمجال الأعمال في المنطقة.
خلال ال 30 عاماً المقبلة
حيث أن العالم من حولنا يتغير بمعدلات غير مسبوقة، تغذيها وسائل الإعلام الجديدة ويرجع ذلك إلى ثورة العولمة وأثرها التكنولوجي، لقد كانت جميع هذه الحقائق ماثلة في أذهاننا ونحن نبادر إلى تأسيس عقد جديد لداتاماتكس منذ 30 عاماً لقد استفدنا كثيراً من التجارب والتراكمات المعرفية والخبرات القيادية التي حدثت خلال الأعوام الماضية، إلا أن دائماً ما تعترض التحديات طريق النجاح وبالرغم من أنها لم تكن سهلة،. فإن الحفاظ على وعدنا وإصرارنا هو الذي وضع داتاماتكس في المقدمة وعلى إتصال دائم مع القادة العالميين في مجال الأعمال، إقتصاد المعرفة، التكنولوجيا، ومدخلات الفكر الإقتصادي الحديث، في الواقع فإن العولمة ليست فقط ميزة لتقدم الشعوب بل لتطوير المنطقة أيضاً، إنها تمنحنا مستقبلاً أفضل.
في داتاماتكس، نحن نعتقد اعتقادا راسخا أن المنافسة تمثل زخماً يدعم النمو وأننا جميعا نملك القدرة والمسؤولية على إحراز العديد من التغييرات من خلال الإرتقاء بقوة التنمية والإقتصاد، والتزويد بالمعلومات لمواجهة التحديات، وتحقيق التطور المستمر، وكسر الحواجز وإنهاء الفجوات الرقمية لنمو الإقتصاد، وفي هذا المجتمع المفتوح الذي نعيش فيه الآن فإن داتاماتكس والمؤسسات الشريكة لها تستطيع وستظل تلعب دوراً فعّالاً في التطوير والتزويد بأحدث أساليب المعرفة.
وكما قال الفيلسوف فيكتور هوجو"لا شيء أقوى من فكرة قد جاء وقت تنفيذها" والعكس صحيح" لا شيء أسوأ من فكرة معلقة فات وقت تنفيذها". لم يملك أي جيل قبلنا هذه الفرصة المتاحة لنا الآن لبناء إقتصاد محلي وعالمي والذي لن يترك أحداً خلفه، ويخلق فضاءاً جديداً من السلام والرخاء لمنطقة الشرق الأوسط والعالم،إنها فرصة رائعة ومسؤولية جسيمة.
ولمدة 30 عاماً لم تتأخر داتاماتكس في تقديم أحدث نظم وتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، بناء المهارات القيادية، المساهمة لتحسين الإقتصاد، وتدعيم قوة المرأة في مجال إدارة الأعمال والكثير من الخدمات في منطقتنا، ونأمل أن نحقق المزيد من النجاحات.
نحن نؤمن أن المعرفة هي العنصر المهم الوحيد لتشكيل حياة الشباب وتحسين معايير التطور الإقتصادي الحقيقي، فلدى كل فرد ومؤسسة سوف تتعزز قناعاتها الشخصية والمبدئية بأن النجاح القائم على أسس ومنهج علمي مدروس هو الرد الأنسب والطريقة الأمثل للتعامل مع المتغيرات التي ما فتئت تتراكم في عصرنا لتؤثر سلباً أو إيجاباً على مناحي الحياة سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد، مما يشكل تحديات غير مسبوقة، فإما أن نحسن التعامل معها لنستمر في البقاء أو نخفق في ذلك فيكون المصير الفشل، لكن في داتاماتكس العمل والتميّز هو الذي يمنحنا الرضا عن أنفسنا.
مرة أخرى أود أن أشكركم جميعا على دعمكم ، ونأمل أن نراكم في احتفالياتنا القادمة وأن نتقاسم سوياً رؤيتنا لمستقبل أفضل.
علي الكمالي
مدير عام داتاماتكس
البريد الإلكتروني: kamali@datamatixgroup.com